والان نذهب لنفسر الرموز الخاصة بالأشياء التي طلب الربُ من موسى عملها: أن إصنع على المثال الذي أنتَ مرآهُ في الجبل. ونحاول أن نفهم لماذا طلب الرب وضعها في الاماكن المختلفة من الخيمةِ وما مغزى ذلك.
(1) تابـوت العـهـد
الخروج (25 -
: فيصنعون لي مقدساََ فأسكنُ فيما بينهم (9) بحسبِ جميع ما أنا مريكَ من شكل المسكن وشكل جميع آنيتهِ كذلكَ فاصنعوا (10) يعملون تابوتا من خشبِ السنط يكون طوله ذراعين ونصفاََ وعرضهُ ذراعا ونصفا وسمكه ذراعا ونصفاََ (11) وغشه بذهب خالص من داخل ومن خارج تُغشيه وأصنع عليه إكليلاََ من ذهب محيطاََ به (12) ...... ...(16) واجعل في التابوت الشهادة التي أُعطيكها (17) واصنع غطاء من ذهبِِ خالص يكون طوله ذراعين ونصفاََ في عرضِ ذراعِِ ونصفِِ (18) وإصنع كروبين من ذهب صنعة طرقِِ تصنعهما على طرفي الغطاء (19) تصنع كروبا على هذا الطرفِ وكروبا على ذاك الطرف من الغطاء تصنعُ الكروبين على طرفيهِ (20) ويكون الكروبان باسطين أجنحتهما الى فوقُ مظللين باجنحتهما على الغطاء وأوجههما الواحد الى الاخر والى الغطاء تكون أوجههما (21) وتجعل الغطاء على التابوت من فوق وفي التابوت تضع الشهادة التي أعطيكها. ......
هل وقفَ أحدُُ وتسأل لماذا طلبَ الربُ التابوت, فالتابوت للموتى وليسَ مكاناََ لأن يتجلى فوقهُ اللهُ جلَ جلالهُ, فقد كان الاجمل لو طلبَ الربُ كُرسياََ مُذَهََباََ أو عرشاََ ملوكياََ ذهبياََ والملائكة تحرسهُ من كل نحوِِ وصوبِِ.
تابوت العهـد: وهو مصنوع من خشبِ السنطِ , أي إنه قد إنقطَعَ عن سبلِ الحياةِ فمات وأخذ في الفناءِ ولكنهُ يُغَشى بالذهبِ ليبقى مدى الدهرِ, أي يُعطى الحياةَ الابدية بالبرِ الالهي الذي غطاهُ. ونلاحظ ان الغطاء من ذهبِِ خالص (ليس فيه أي خشب) أي إن الله هو الرأس والاساس لقبول المائت الذي فيهِ والمائت الذي فيهِ هو نحن المؤمنين الذين قبلنا فداء إبن الله فَسَبَقَنَا وهو بَرِيْ من كل دنسِِ وأخذ مكاننا فيهِ. أي فدانا ونابَ عنا في أخذِ القصاص العادل الذي نستحقهُ وبهذا الفداء أيضاََ أَحيَانَا وأعطانا الحياة الابدية التي فيهِ هو. أي شملنا بحياتهِ الابدية فشَارَكَنَا بحَياتِهِ بعدَ أَن كُنا قد مُتنَا وأصبحنا عبيداََ لإبليس. وكان للتابوت إكليلاََ من ذهبِِ محيطاََ بهِ أي إنه مكان لملك أي للمسيح الملك الفادي. وكان للتابوت عتلتين من خشب السنطِ مغشيةََ بالذهبِ وموضوعة في حلقاتِِ ذهبية إربع. إثنين على كلِ طرفِِ. ولم يُسمَح أن ترفع العتلتان من جانبي التابوت حيثُ يقول الرب: وتبقى العتلتان في الحلقاتِ لا تَزولانِ منها . ولم يقُم بَِنزعِهَِما إلا سليمان الملك عندما أدخَلَ التابوتَ في الهيكل الذي بناهُ.
وكان في داخل التابوتِ ثلاثَةُ أشياء وهي: أولاََ: لوحا الشهادةِ. ثانياَ: قِسطُُ من ذهبِِ وفيه المن. وثالثاََ: عصا هرون التي أفرخت. وكان على طرفي الغطاء كروبين أي ملاكين أحدهما على هذا الطرف والآخر على ذاك الطرف, أي على جانبي التابوت. وكان الملاكَين باسطينِ أجنحتهما الى فوق مُظللين بأجنحتهما على الغطاء وأوجههما الواحد الى الآخر والى الغطاء تكون أوجههما, أي إن الملاكَين كانا على طرفي الغطاء وأوجههما منحنيةََ الى تحت بإتجاهِ التابوت وهم يظللون بأجنحتهما على ما في التابوت بكل خشوعِِ وحنانِِ.
ونلاحظ في: لاويين (16 - 11): ويُقَرِب هرون عِجلَ الخطاءِ الذي لهُ ويُكفِرُ عن نفسهِ وعن بيتهِ ويذبحَ عِجلَ الخطاءِ الذي لهُ. ..... (14) ثُم ياخذُ من دمِ العجلِ فينضَحُ بإصبعهِ على وجهِ الغطاءِ شرقاََ وينضحُ من الدمِ أمامَ الغطاءِ سبعَ مراتِِ بإصبعهِ.
فنرى إن الربَ طلبَ تابوتاََ بهِ خَلَصَنَا ودخلَ الملكُ عوضاََ عنا فيهِ وفدانا . فبدلَ أن يطلبَ المجدَ والكرامة لنفسهِ طلبَ الموتَ وقَبِلَ الهوانَ على نفسهِ لأجلِ خلاصنا. فهل هناك محبةََ أكبرَ من هذهِ.
هنا نعودُ قليلاََ الى الوراء لنتذكر الاحداثَ التي مرت سابقاََ وماذا قالَ اللهُ ليعقوبَ فنعودُ الى:
التكوين (46 - 2): فكلم اللهُ إسرائيلَ ليلاََ في الحُلمِ وقال يعقوبُ يعقوبُ قالَ هاءَنذا. (3) قالَ اللهُ أنا إلهُ أبيكَ لا تخَف أن تهبِطَ مِصرَ فإني سأجعلُكَ ثَمَ أُمةِِ عظيمةََ. (4) أنا أهبِطُ معكَ الى مِصرَ وأنا أُصعِدكَ ويوسفُ هو يُغمِضُ عينيكَ.
ولما كانت مصرَ تُمَثِلُ دار العبودية الارضيةِ لبني إسرائيل, وهي رمزُ عبوديةِ الخطيئةِ فنرى في قولِ الربِِ أمراََ محيراََ. هل يقبل الربُ أن يكون معنا في عبوديتنا في دارِ العبوديةِ واللعنةِ التي نحنُ فيها ؟؟ وإن قَبِلَ فلماذا ذلك ؟؟
ولكي نفهم لماذا قَبِلَ الربُ ذلكّ وماذا فعلَ نذهبُ الى:
غلاطية (4 - 4): فلما بلَغَ مِلءُ الزمانِ أرسلَ اللهُ إبنهُ مولوداََ من إمرأةِِ مولوداََ تحت الناموسِ (5) ليفتدي الذين تحت الناموسِ لننالُ التبني.
وفي: كولسي (1 - 12): وشاكرين للابِ الذي أهلنا للشركةِ في إرثِ القديسينَ في النورِ (13) الذي أنقذنا من سلطانِ الظلمةِ ونقلنا الى ملكوتِ إبنِ محبتِهِ (14) الذي لنا فيهِ الفداءُ بدمهِ مغفِرةِ الخطأيا (15) الذي هو صورةُ اللهِ الغيرِ المنظورِ وبكرُ كل خلقِِ. ...... (19) لأنهُ فيهِ رضي الابُ أن يَحُلَ الملءُ كلهُ (20) وأن يُصالحَ بهِ الجميعَ لنفسِهِ مسالماََ بدمِ صليبهِ ما على الارضِ وما في السماواتِ.
فلقد أرسلَ الله إبنهُ فولِدَ من عذراءِِ تحت الناموسِ (العبودية والدينونةِ) وبما أنهُ ولدّ تحت الناموسِ صارَ تحت اللعنةِ والموتِ. ولهذا أُختير التابوت هنا للدلالةِ الى موتِ الفادي الذي شاركنا إنسانيتنا وأخذ جسداََ مثلنا فهبطِ الى عبوديتنا. (أي الى مصرَ) وماتَ عنا على الصليبِ وفدانا. وبِما أنَهُ إلهُُ قامَ من الموتِ منتصراََ وشاركنا في حياتِهِ الابديةِ وبهذا أخرجنا من دارِ العبوديةِ التي لإبليس والخطيئةِ. لفرطِ محَبَتِهِ لنا.
والان نسال: ما هو سببُ وجودِ الملاكان الكروبان على طرفي التابوت؟؟ ولماذا يحنيان وأوجههما الى تحت بإتجاهِ التابوت؟؟ ولماذا يُقابل أوجههما الواحد الآخر؟؟ ولماذا يُظللان التابوت بأجنحتهما ؟؟
ولكي نفسر ذلك نذهبُ الى:
يوحنا (20 - 11): أما مريم فكانت واقفةََ عندَ القبرِ خارجاََ تبكي وفيما هي تبكي إنحنت الى القبرِ (12) فرأت ملاكين بثيابِِ بيضِِ جالسين حيثُ وضِعَ جَسَدُ يسوع أحدهما عند الرأسِ والآخر عندَ الرجلينِ (13) فقالا لها يا إمرأة لِمَ تبكينَ. ..... فلما إلتفتت الى خلفها فرأت يسوع واقفاََ. ..... .
اليس هذا نفس وصف الملاكان الكروبان على التابوت؟ نعم نعم هو نفسهُ. فهناك ملاكُُ عند الرأس أي الطرف. وهناك ملاكُُ عند الرجلين أي الطرف الآخر. والملاكان الكروبان يحنيان أرؤسهما الى تحت الى التابوت إجلالاََ لفداء المسيح الذي كان في القبرِ والذي فدانا بنفسِهِ لفرطِ محبتهِ لنا فخفض الكروبان أرؤسهما إجلالاََ لهذهِ المحبةِ التي تعدت كل وصف وكل حدودِِ فوقف الملائِكَةُ متحيرين وظللوا هذا الفادي بحنان بأجنحتهم معلنين أن ليس محبةََ أكثرُ من هذا. وهنا وقف إبليس مذهولاََ وإعترفَ بخسارته وقال: (5) ما الإنسان حتى تذكرهُ وإبنُ البشرِ حتى تفتقِدهُ (6) نقصتهُ عن الملائكةِ قليلاََ وكللتَهُ بألمجدِ والكرامةِ (7) سلطتهُ على أعمالِ يديكَ (
وأخضعتَ كل شيءِِ تحتَ قدميهِ. (المزمور 8 - 4).
والان نسال: لماذا طلب الربُ أن تبقى العتلتان في الحلقاتِ (ملازمة التابوت) لا تُنزعُ منهما؟ مع العلم بان الرب لم يطلبَ أن لا تُنزع عتلتا المائدة ومذبح البخور ومذبح المحرقةِ, فلماذا هذا الطلبُ هنا ؟؟ وكيف سمحَ الرب لسليمان أن ينزع العتلتان عندما وضع التابوت في الهيكلِ الذي بناهُ؟؟ ولماذا وضِعَ أكليلاََ من ذهبِِ حول التابوت؟
ولكي نفهم ذلك نذهبُ الى:
يوحنا (19 - 2): وضفر العسكرُ إكليلاََ من شوكِِ ووضعوهُ على رأسهِ والبسوهُ ثوباََ من إرجوانِ (3) وكانوا يقبلونَ اليهِ ويقولونَ السلامُ يا ملكَ اليهودِ ويلطمونهُ. ......(17) فخرجَ وهو حاملُُ صليبهُ الى الموضع المسمى الجمجمةَ وبالعبرانيةِ يُسمى الجلجلةَ.
فهنا نقول إن الله طلبَ أن لا تُنزع العصوان أو العتلتان من التابوتِ وذلكَ لأن العتلتان مثلتا ضلعا الصليب الذي حملَ جسدَ ربنا يسوع المسيح, ولن تنتهي بشارة الخلاص بصليبُ المسيح ولن يُنزعَ من كلِ القلوبِ الا في أُورشليم السماويةِ في الهيكل الالهي. ولذا سمح الربُ لسليمانَ أن ينزعَ العصوانِ عن التابوت لأنهُ وضع التابوت في الهيكل الذي بناهُ هو لله والذي كانَ رمزاََ لهيكلِ الله في أُورشليم السماويةِ. فما دمنا في بريةِ هذا العالم كل فترةَ بقاءِ البشريةِ في الحياةِ الارضيةِ لن ينزعَ الصليبَ من قلوبِ المؤمنين وتذكاراََ ورمزاََ يبقى في كنائس الله السبعةِ (أفسس وسيميرنا (أزمير) وبرغامس وثياتيرة وسرديس وفيلدلفية ولاودوكية (اللاذقية)) لفداء الرب يسوع المسيح.
وخشبةِ الصليب الصماء أصبحت في بريتنا رمزاََ للحياةِ من الموتِ. وستبقى العلامةُ التي وضِعَت على صليبهِ شاهدةََ مدى الدهرِ أنهُ ملكَ الملوكِ وربُ الاربابِ. والاكليل الذي لبسهُ الملكُ كان شوكاََ ولكنهُ إنقَلَبَ وصارَ إكليلاََ من ذهبِِ يُحيطُ بهِ وأمامه سيسجُدَ كل بشر كبيراََ كانَ أو صغيراََ, وتحت قدميهِ سيوضَعُ كُلَ شيءِِ.
والان نسال: لماذا طلبَ الربُ أن يوضعَ لوحا الشهادةِ وقسطُ المنِ وعصا هرون التي أفرخت وأزهرت في التابوتِ؟؟
لوحا الشهادةِ: لم يفهم بني البشرِ واليهودِ بصورةِِ خاصة وتناسوا طوعياََ ولم يتسألوا لماذا طلبَ اللهُ من موسى أن يضعَ لوحا الشهادةِ في داخلِ التابوتِ فالتابوت للميتين ولوحا الشهادةِ أُعطيا لموسى وقيلَ عنهما: إن من عَمِلَ بهما أي بناموسِ الوصايا يحيا بهِ وينالَ الرضا الالهي ويبلغَ الى السماءِ. فما هذا الطلب الغريب بان يوضع ما هو للحياةِ في تابوت ميت؟
لقد كان الله سبحانهُ سَابِقَ العلم بان الوصيةِ التي أعطاها لآدم وحواء ستكون سبب فشلهما وموتهما وكان أيضاََ سابقَ العلم بما أعدهُ من خطةِِ لخلاصِهم وما سيتحملهُ من العذابِ والموتِ لفدائهم. ومع الاسرائليين كان اللهُ أيضاََ سابقَ العلمِ بأن ما هو للخلاصِ والحياةِ سيؤدي الى الفشل ثُم الممات أيضاََ. فآدم لم يكن يعرفَ الخير والشر فقبلَ الوصيةَ ثُم فشلَ وماتَ بها. ولم يكن قد أُعطي إلا وصيةََ واحدةََ سهلةََ جداََ وهي أن لا تأكل من شجرةِ معرفةِ الخيرِ والشرِ فإنكَ يومَ تأكلُ منها تموت موتاََ. مع العلم بأن الله سمحَ لهُ أن يأكلَ من جميع شجَرِ الجنة بما في ذلك شجرَة الحياةِ ولم يأكل منها بل ذهبَ الى الشجرةِ الممنوعة ومنها أكلَ وبها فشلَ وإستحقَ الموتَ. فهل كان هنالك أبسط من هذهِ الوصيةِ الواحدة؟
وها هنا ألوف الاسرائليين وقد دخلت الخطيئةُ الاصلية في أجسادهم يقول الربُ لهم:
والان إن إمتثلتم أوامري وحفظتم عهدي فإنكم تكونون لي خاصةََ من جميع الشعوبِ لأن جميع الارضِ لي (6) وأنتم تكونونَ لي مملكةَ لاويين وشعباََ مقدساََ (كهنة)......(
فأجابَ الشعبُ أجمع وقالوا كل ما تكلم الربُ بهِ نعملُ بحسبهِ. [خر (19 - 5)].
فقد أعلن الاسرائليون قبولهم العمل وفق عشرةِ وصايا وتناسوا الخطيئةِ التي سممت طباعهم وأجسادهم وإستسهلوا العمل بها. فما هو أبسط من هذهِ الوصايا الجميلة وهذا الناموس الملوكي والذي يؤدي الى خلاص من عملَ بهِ وبلوغِهِ الرضا والقبول الالهي ما أبسطَ هذا الناموس الذي يتلخص في وصيتين فقط, الاولى: أحبب الرب الهك من كلِ نفسِكَ وكل قلبِكَ. والثانية: أحبب قريبكَ كنفسكَ. نعم ما أجمل هاتين الوصيتين وما أسهل العملُ بهما. على الاقل هذا ما ضنهُ الاسرائليون.
ولكن الله كان سابق العلم بأنهم به سوف يفشلون ويموتون فالوصية التي هي للحياة كانت هي نفسها للموتِ وقد قال الرب: ليسَ فيكم صالحُُ ولا واحد. أي إن كل من يحاول الوصول الى الكمال والرضا الالهي بألأعمال سيموت بإحدى هاتين الوصيتين الملوكيتين اللتين وضِعتا لخَلاصِهِ. فمن أخطاْ بإحدى الوصأيا العشرة فقد أخل في الكلِ وإستحقَ الموت الابدي روحاََ وجسداََ.
ولما كانت الذبائح الحيوانية التي تغطي الخطيئةِ لا تملك الحياةَ الابدية فلم يكن بإستطاعتها أن تعطي خلاصاََ أبدياََ من الخطيئة بل كانت تسترها وتُغطيها موقتاََ وترمزُ فقط للذبيحةِ التي تستطيع أن تبقى وتستمر الى الابدِ أي الى ذبيحةِ فداءِ إبن الله. فالخطيئة التي أوقع آدم والبشرُ أنفسهم فيها تستوجِب تغطيةََ أبدية من قِبَلِ من كان له حياة أبدية وكان هو نفسهُ بلا خطيئة. لذا لم يكن هنالك حَلُُ آخر أمام الربِ ألا أن يكون هو نفسه الفادي والبديل. فبعد أن لبى وطبق الوصايا خلالَ حياتهِ على الارضِ أي عمل بالناموس كاملاََ قدمَ نفسَهُ فداءََ على الصليب لأجلِ الذين يُؤمنونَ بهِ ويقبلوا فدائَهُ. فالفداء ليس شاملاََ للكل. بل يشمل فقط من يقبلُ الفداءَ. ولهذا طلب الربُ أن يضع الخاطيء يدهُ على راسِ الذبيحة قبلَ ذبحها أي إنه يقبل أن تنوب عنهُ في أخذِ القصاص الذي إستحقهُ وهو قد قبلَ فدائها له.
ووجود لوحا الشهادةِ في التابوت دلالةََ قاطعةََ على أن الناموس يؤدي بكل العاملين فيهِ الى الموتِ بالرغمِ من صلاح الناموس الملوكي هذا. ولهذا أحنى الكروبان أوجههما الى التابوت إجلالاََ لهذا الناموس الملوكي وللذي عملَ به كاملاََ ثُمَ أخذ مكان البشرِ فيهِ ليُفديهم. فالعمل بالناموس مطلوب من كل البشر لكي يخلصوا, وبهِ فشلوا جميعاََ.
والان نسال من يُريد الخلاص بالوصايا العشرةِ وأعمال الناموس: هل تستطيع أن تحب قريبك كنفسك؟؟ هل تحِبَ أخاكَ أو إبنكَ كنفسكَ؟؟ وماذا عن عدوك؟؟ فهو إبن آدم مثلكَ وهو أيضاََ قريبكّ؟؟ فإن أجبتَ بصفاء الضمير تجد إن هذا غير ممكن بطبيعتكَ الحالية. فهل تقبل أن تموتَ بدل عدوك ؟؟ فكيف تَطلُبَ الخلاصَ بالوصايا؟؟
قِسطُ الذهب الذي فيهِ المن: ولكي نفهم لماذا طلب الربُ أن يوضعَ قِسطَ الذهب الذي فيهِ المَنِ في التابوتِ نذهبُ الى:
الخروج (16 -14): ولما إرتفعَ سقيط الندى إذا على وجهِ البريةِ شيءُُ دقيقُُ مكتلُُ كألجليدِ على الارضِ (15) فلما رآهُ بني إسرائيل قالَ بعضُهُم لبعضِِ منهو لأنهم لم يعلموا ما هو.فقالَ لهم موسى هو الخبزُ الذي أعطاهُ لكم الربُ مأكلاََ (16) هذا هو الذي أمر الربُ بهِ التقطوا منهُ كُلُ واحدِِ على قَدرِ أكلِهِ عُمراََ لكلِ نفسِِ. على عدد نفوسكم تأخذون كُلُُ واحدِِ لمن في خيمتهِ. (17) فصنع كذلكَ بنو إسرائيلَ والتقطوا فمنهُم من أكثر ومنهم من أقلَ. (18) ثُم كالوهُ بالعمرِ فألمكثِرُ لم يفضل لَهُ والمُقِلُ لم يَنقُص عنهُ فكان كل واحدِِ قد التقطَ على قدرِ أكلهِ. ...........(31) وسماهُ آل إسرائيلَ المَنَ وهو كبزرِ الكزبرةِ أبيضُ وطعمهُ كقطايفَ بالعسلِ (32) وقال موسى هذا الذي أمر الربُ بهِ مِلءُ العمرِ منهُ يكون محفوظاََ مدى أجيالكم لكي ينظروا الطعامَ الذي أطعَمَتُكُم في البريةِ حين أخرجتُكم من أرضِ مصرَ (33) وقالَ موسى لهرون خُذ قِسطاََ واحداََ وإجعل فيهِ مِلءَ العمرِ مناََ وضعها أمامَ الربِ محفوظةََ مدى أجيالكم. (34) فوضعها هرونُ أمامَ الشهادةِ محفوظةََ كما أمر الربُ موسى (35) وأكلَ بنو إسرائيلَ المنَ أربعين سنةََ .... الى حينَ وافوا حدودَ أرضِ كنعانَ.
المن هو الخبز النازل من السماءِ, ويكفي لكلِ نفسِِ عُمر واحد فقط , فألذي أخذَ أكثر عن حاجتهِ لا يَزيدُ عنهُ, والذي أخذ أقَلَ من حاجتهِ لا ينقُص عنهُ. هذا الخبز العجيب الذي إذا بات أي يوم آخر غير يوم السبتِ ينتن ويدبُ فيهِ الدودُ, خُبزُُ نازِلُُ من السماءِ يخضع خضوعاََ كاملاََ لكلمةِ الربِ. فقد كانَ غِذاءََ روحياََ وجسدياّّ لهم ولم ينتن في التابوت أبد الدهرِ فقد قال الرب: لن تدعَ قدوسك يرى فساداََ.
ولكي نفهم معنى ذلك نذهبُ الى:
يوحنا (6 - 47): الحق الحقَ أقولُ لكم من يؤمن بي فلهُ الحياةُ الابديةُ. (48) أنا خُبزُ الحياةِ (49) آباؤُكم أكلوا المن في البريةِ وماتوا (50) هذا هو الخبز النازل من السماءِ لكي لا يموتَ كلُ من يأكلُ منهُ (51) أنا الخبزُ الحي الذي نزلَ من السماءِ (52) إن أكل أحدُُ من هذا الخبزِ يحيا الى الابدِ والخبز الذي سأُعطيهِ أنا هو جسدي لحياةِ العالم. ..... (54) فقال لهم يسوع الحق الحق أقولُ لكم إن لم تأكلوا جسدَ إبن البشرِ وتشربوا دمهُ فلا حياةَ لكُم في أنفسكُم (55) من ياكل جسدي ويشرب دمي فلهُ الحياة الابديةِ وأنا أُقيمُهُ في اليوم الاخيرِ (56) لأن جسدي هو مأكلُُ حقيقي ودمي هو مشربُُ حقيقيُُ (57) من ياكل جسدي ويشربُ دمي يثبت في وأنا فيهِ (58) كما أرسلني الابُ الحيُ وأنا أحيا بالآبِ فالذي يأكلني يحيا هو أيضاََ بي. (59) هذا هو الخبزُ الذي نزلَ من السماءِ ليسَ كالمن الذي أكلهُ آباؤُكم وماتوا. من يأكل هذا الخبزَ فإنهُ يعيشُ الى الابدِ.
نرى هنا إن المن الذي نزلَ من السماء لم يكن إلا رمزاََ للمسيح الذي نزل من السماءِ فألإسرائليون أكلوا المن في البريةِ ولكنهم ماتوا جميعاََ, لأَنهُ كان فقط الرمز وليس الاصل. والاصلُ هو جسدُ المسيح الذي يجِبُ أن يأكلهُ المؤمنُ ليحيا بهِ. ولكي يعلم الاسرائليون إن المن أشبع جوعهم وأدام لهم الحياة وقتياََ لكونهِ الرمز ولذا لم يستطع أن يُعطيهم الحياة الابدية التي هو يرمِزُ اليها. والحياة الابدية يمكن أن يحصل المؤمن عليها بأكلهِ جسد المسيح حتى يُشاركَهُ في حياتِهِ الابدية. وهذا تماماََ كالقول أن من وصل الى أُورشليم الارضية يصِلُ رمزياََ الى أورشليم السماوية وهو بالحقيقة والواقع لم يصل الا الى أُورشليم الارضية الفانية وإن كانت ترمز فعلياََ الى السماوية فمن أراد الجنة أي أُورشليم السماوية عليه أن يؤمن بإبن الله ويقبل فداءهُ ويأكل جسدهُ ليحيا بهِ. ولذا طلب الربُ أن يوضَعَ قسطُ المن في التابوت ليُذكِرَ بني يعقوب إن من أراد الحياة الابدية عليه أن يأكل جسدَ إبن الله ليحيا فيهِ. ومن أكثَرَ منهُ لا يحصل على حياةِِ أبدية أفضل, وألمُقِلُ في أكلهِ لا يحصل على حياةِِ أبديةِِ ناقصة. فليس هناك حياةُُ أبدية ناقصة أو حياةُُ أبدية زائدة. فالمسيح يهب جميع المؤمنين المشاركة في حياته الابدية ذاتها. وفداءه للموسر ليس أكثر من فداءهِ للفقير تذكروا فضةَ الفداء, لذا طلب الرب ان الموسر لا يزيد والفقير لا يُنقِص.
والمن أكلهُ الاسرائليون الى أن وصلوا الى ارضِ الميعادِ وعبروا الاردن. أي طالما بقوا في البريةِ, وهذا معناه إن المؤمنين سيأكلون الخبزَ الذي يُقدمُ في كنائس الله السبعةِ طالما بقوا في بريةِ هذا العالم. أي إلى أن ياتي الربُ. ولذا يقول المؤمنون في كنائس الله السبعةِ وقت تناول الخبز: "كُلَما أكلنا هذا الخبزَ وشربنا هذهِ الكأسَ نُخبِرُ بموتِ الرب الى أن يأتي".
عصا هرون التي أَفرخت: ولكي نفهم لماذا طلبَ الربُ أن توضع عصا هرون التي أفرخت في التابوت نذهب الى:
العدد (17 -
: وكان في الغدِ أن موسى دخَلَ خيمة الشهادةِ فإذا عصا هرون التي هي لبيتِ لاوي قد أفرخت براعيمَ وأزهرت وأنضجت لوزاََ (9) فاخرج موسى جميع العصي من أمامِ الربِ الى جميع بني إسرائيلَ فنظروا كلُ واحدِِ عصاهُ (10) فقال الربُ لموسى رُدَ عصا هرون الى أمامِ الشهادةِ لِتُحفظَ آيةََ لذوي التمردِ فتَكُفَ عني تذمرهم ولا يهلكوا.
إن العصا بحدِ ذاتها كانت رمزاََ لإختيار الله لبيتِ لاوي أي للكهنةِ. وأصبحت أيضاََ رمزاََ للقيامةِ من بين الامواتِ. فكل مؤمنِِ يختارهُ الله لكي يؤمن بالمسيح وليكون من بني الكهنوت ومهياََ للقيامةِ مع أبناء النورِ. فتقول الرؤيا: من يسوع المسيح الشاهِدِ الامين وبِكرِ الامواتِ ورئيس ملوك الارضِ الذي غسلنا بدمهِ من خطايانا (6) وجعلنا ملكوتاََ وكهنةََ للهِ أبيهِ لهُ المجد والعزةِ الى دهرِ الدهورِ. آمين. (الرؤيا 1-5).
ومعنى ذلك إن الله قد جَعَلَ المؤمنينَ بفداءِ المسيح كهنةََ لهُ وشعباََ مختاراَ.
فنلاحظ إن الاشياء الثلاثة التي طلبَ الربُ وضعها في داخِلِ التابوت أي: لوحا الشهادةِ وقسطِ الذهب الذي فيهِ المن وعصا هرون التي أفرخت كانت رمزياََ تقول: إن لوحا الشهادةِ أي الناموس يؤدي الى موتِ كل من يُريد الخلاص بهِ. ولذا وضعا اللوحان في التابوتِ. والمن أي جسدِ المسيح يُعطي الحياة. وتأتي أخيراََ عصا هرون لتقول من أتَمَ هذهِ تكون لهُ القيامةِ من بين الامواتِ.
أي أن الاشياء الثلاثةِ دلت على: الموتِ بالناموس وامكانيةِ الحياة بجَسَد المسيح لِنَيلِ القيامةِ من بين الامواتِ.
والان نسال: لماذا طُلبَ أن ينضحَ هرون من دمِ عجلِ الخطاءِ بإصبعهِ على وجهِ الغطاءِ شرقاََ وأن ينضحَ من الدمِ أمامَ الغطاءِ سبعُ مراتِِ بإصبعهِ ؟؟
لقد قلنا سابقاََ إن المسيح أخذ مكاننا في القصاص الذي وجبَ علينا واخذ مكاننا في التابوتِ أيضاََ. وإذا قرأنا في:
يوحنا (19 - 40): فأخذا جسدَ يسوعَ ولفاهُ في لفائفِ كتانِِ معَ الاطيابِ على حسبِ عادةِ اليهودِ في دفنهم (41) وكانَ في الموضعِ الذي صُلِبَ فيهِ بستانُُ وفي البستانِ قبرُُ جديدُُ لم يوضع فيهِ أحدُُ بعد. (42) فوضعا يسوعَ هناك لأجلِ تهيئةِ اليهودِ لأن القبرَ كان قريباََ.
ونتذكرُ أيضاََ إن مريم عندما إنحنت الى القبرِ رأت ملاكين حيثُ وضِعَ جسدَ المسيح أحدهما عند الرأس والآخر عند الرجلين .. ونجد أيضاََ إن الصلبَ والقبرَ كانا في نفسِ البستانِ.
فلقد كانَ القبر غربي موقِعَ الصلبِ الذي كانَ فوقَ صخرةِ الجلجثةِ كما هو واضح من خريطةِ الموقع كما كان في وقتِ الصلب. أو الموقعَ كما هو اليوم كما يُشاهد من خريطةِ كنيسةِ القيامةِ فنرى واضحاََ أن مكان الصلبِ كان شرقي القبرِ.
والمسيح عُذِبَ من قبلِ الجنودِ الرومان قبلَ أخذهِ الى موقعِ الصلبِ وعُلِقَ على الصليبِ في الساعةِ الثالثةِ وماتَ في الساعةِ التاسعةِ بتوقيت ذلِكَ الوقت. أي إنهُ عُلِقَ على الصليبِ في الساعةِ التاسعةِ صباحاََ ومات على الصليبِ في الساعةِ الثالثةِ ظُهراََ حسب توقيتنا الحالي. أي ستةِ ساعات قضاها على الصليبِ خلالها نضحَ منهُ الدمُ نضحاََ من جروحهِ على الصليب وعندما نُقلَ الى القبرِ نضح من جسدهِ بقيةُ الدمِ الذي كان في أنسجةِ جسدهِ. ولذا طلبَ الربُ أن ينضح هرون من دمِ الذبيحةِ بإصبعهِ على الغطاءِ شرقاََ (لأن الصلب كان شرق القبر) وأن ينضح من الدمِ بإصبعه سبعُ مراتِِ أمام الغطاءِ. (لأن الصلبَ كان أمامَ القبرِ). وإن كنائس الله السبعةِ (أفسس وسيميرنا (أزمير) وبرغامس وثياتيرة وسرديس وفيلدلفية ولاودوكية (اللاذقية)) تُقَدِم رمزَ جسدِ ودم المسيح الى أن يأتي في مجدهِ ثانيةََ.
والان نسأل: لماذا وضعَ بابَ الدارِ شرقاََ وبابُ القدسِ وبابَ قدسِ الاقداسِ كلها شرقي تابوتِ العهدِ؟؟
عند صلب السيد المسيح كان وجهه وهو على الصليب نحو الشرق ولِهذا طلبَ الربُ من موسى أن يكونَ بابُ البيت نحو الشرق. ولهذا أيضاََ قالَ الفادي للفريسيين أنا البابُ. إن دَخَلَ بي أحدُُ يخلُصُ ويدخل ويخرجُ ويجد مرعى (يوحنا 10 - 9).
ولما كانَ المسيح على الصليب طُعِنَ جَنبَهُ الايمن وسالت منه الدماء والماء أي إن المياه تنزلُ من تحت من جانبِ البيت الايمن عن جنوبِ المذبحِ أي من جنبِ المسيح الايمن وكما قال الفادي إنقظوا هذا البيت وأنا أُقيمهُ في ثلاثةِ أيام
أي إن المدخل الوحيد الذي أُعطي للبشرِ للخلاصِ أي للخروجِ من الخطيئةِ والعودةِ الى الحياةِ الابديةِ هو بذبيحةِ الصليبِِ. ولهذا قالَ السيد المسيح:
يوحنا (14 - 6): .... أنا الطريقُ والحقُ والحياةُ . لا يأتي أحدُُ الى الابِ إلا بي.
فكما ترون إن الطريق الوحيد الذي أُعطي للبشرِ للخلاص هو ذبيحة المسيح وليس هناك طريق آخر فلا يُغرِرَ بِكُم أحد بالكلام المنمقِ. "فلا خلاص إلا بالمسيح المصلوب."
والان نسأل: لماذا طلبَ الربُ وضع التابوت في قُدسِ الاقداسِ؟؟
إن كل من إتبعَ الوصايا بتمامها, وكل من أكل جسدَ المسيحِ وشرب من دمهِ يخلص فجميعهم يخلصون بدمِ الذبيحةِ الالهيةِ لابن الله وينالوا الرضا الالهي بهِ. فيستطيعون التقدم الى عرشِ النعمةِ. أي الى كرسي الرحمةِ. ويرجعوا الى حضرةِ الخالقِ ثانيةََ ويبقوا في هيكلهِ دائماََ وينعموا برضاه الى الابدِ. ولما كان التابوت قد مثلهم جميعاََ وقد أخذ المسيح مكانهم وفداهم وناب عنهم فيهِ. فلذا طلب الربُ وضع التابوت الذي عملهُ موسى على مثال التابوت الذي رآهُ في الهيكل السماوي في قدس الاقداسِ. أي إن التابوت الرمز أخذ مكان التابوت المرموزِ اليهِ ووضعَ في قدسِ الاقداسِ ونرى ذلك في:
الرؤيا (11 - 19): وإنفتح هيكلُ الله في السماءِ وظهرَ تابوت عهدهِ في هيكلهِ وحدثت بروقُُ وأصواتُُ ورعودُُ وزلزلةُُ وبَرَدُُ عظيمُُ.
وأيضاََ في: الرؤيا (7 - 9): وبعد ذلك رأيتُ فإذا بجمعِِ كثير لا يستطيعُ أحدُُ أن يحصيهِ من كلِ أُمةِِ وقبيلةِِ وشعبِِ ولسانِِ واقفون أمام العرشِ وأمام الحملِ لابسين حُللاََ بيضاََ وبأيديهم سعف نخلِِ .....(11) وكان جميع الملائكةِ وقوفاََ حول العرشِ وحول الشيوخِ والحيواناتِ الاربعةِ فخروا على وجوههم أمامَ العرش وسجدوا للهِ....... (13) فأجاب واحدُُ من الشيوخِ وقالَ لي من هولاءِ اللابسون الحللِ البيضِ ومن أين أتوا (14) فقلتُ لهُ أنت تعلمُ يا سيدي. فقالَ لي هولاء هم الذين أتوا من الضيقِ الشديدِ وقد غسلوا حللهم وبيضوها بدمِ الحملِ (15) لذلكَ هُم أمام عرشِ الله يعبدونهُ نهاراََ وليلاََ في هيكلِهِ. والجالسُ على العرشِ يحلَ فوقهم.
والان نذهب الى:
العدد (4 - 5): يأتي هرون وبنوهُ عندَ إرتحالِ المحلةِ فيُنزِلونَ الحجابَ ويُغطونَ بهِ تابوتِ الشهادةِ (6) ويجعلون عليهِ غِطاءََ من جلودِِ إسمنجونية ويبسطونَ من فوق ثوباََ كلهُ إسمنجوني ويركبون عتلهُ .... (15) ... يدخلُ بنو قهاتَ ليحملوا ولكن لا يلمسوا القدسَ لئلا يهلكوا.
إن التابوت مثل عرش الله السماوي وإذا لاحظنا طريقةَ تغطيتهِ نعلم فوراََ إن: تغطية التابوت بحجابِ الكتان الابيض المنسوجِ بألازرق السماوي والارجوان والقرمز والذي عليه الكروبيم معناه إن التابوت لملكِِ كاهنِِ سماويِِ قد فدى البشريةِ بدمهِ وتحميهِ الملائكةُ التي على الحجابِ. كما تحمي العرش السماوي. وفوق الحجاب ياتي غطاءُُ من جلود إسمنجونية زرقاء ثُم يُبسَطُ عليهِ ثوباََ كله إسمنجوني. أي إن هذا التابوت هو من السماء ويسير في البريةِ متحجباََ ومحمولاََ بعتلتين, أي يسير في هذا العالم وهو متحجب أي لا يُعرَفُ عَنهُ إنه من الله وأخيراََ يوضعُ على العتلتين أي ضلعا الصليب ويجول به الحاملون أرجاء البرية, أي أرجاءِ هذا العالمِ لكي يعلنوا للعالم أجمع فداءهُ قبل أن يصل المنتهى ويبلغ الى مكانه في قدس الاقداس في الهيكل السماوي.
ونلاحظ ان أول شيء طلب الربُ من موسى عملهُ كان التابوت, أي إنه اول أساس وأهم ركن في كل خطة الفداءِ والخروجِ من تحت نيرِ الخطيئةِ. أي إن فداء إبن الله هو أساس خطة الفداء لخروج البشرية من تحت نير العبوديةِ للخطيئةِ